سوط رمضان

منذ أن بدأ رمضان وهناك ثورة تفور في داخلي تتعالى أصواتها لدرجة ضجيج ملئ ذاتي كنت أبحث عن السبب عن المصدر لكنني كل يوم كنت أزيد في ثورتي وكلما اقترب مني أحدهم ثارت ثورتي ورميت بأبري يمنة ويسرى ..!!!
استغربت ,,, بحثت ,,,

إلا أنني اليوم وبينما كنا على السحور قال المقرأ :
{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72
عندها غصصت في صمتي وصحت بأعماقي ::: أبي ::: عُد إني اشتقت لك فكل يوم على السحور اشعر بسياط يضرب قلبي نعم إنه سياط الشوق لك ولحبك ولحنانك يا حبيبي

كنت تساعدني بوضع السحور وإن كنت نائمة تيقظني لأشرب الماء قبل أن يؤذن بدقائق لم تكل ولم تمل كل يوم في كل سنة نفس الحب …
كم أنت عظيم يا والدي رحمك الله …

في كل رمضان أشعر بألم وحرقة تشتعل في جوفي

حسرة تكوي فؤادي عبرة تخنق ذاتي وظلام يحتويني آه ما أقسى حياتي بعدك …
لم أستطع تقبل فكرة غيابك وخاصة بعد تراكم الحوادث بالسيارة  واحتياجي لوقفتك معي كرجل …
حتى الليل بدى كأيب وأسرتني ذكرياتي وارسل الدمع شكواي
اشعر برغبة عارمة بالعزلة عنهم فلم تعلمني الليالي لم أفكر في مماتي كيف لو صرت تراباً كيف لو واروا رفاتي
عالمي أمسى غريب … قتلتني أمنياتي .. كيف أصحوا من ضياعي … هل ترى فجري سيأتي !!!!!؟؟؟؟؟
أملي في الله ربي .. جئتك أرجوا نجاتي ,,,,,,,,,,,, فاغفراللهم ذنبي وارض عني في حياتي
آآآآآآآآ ه

أسرتني ذكرياتي ومشاعري وبدأ انفصالي عن ذاتي مذ فقدت ذاتك ::: لم يفهمني احد بعدك

احبك … وحرقة قلبي تكويني

حين أمسك القرآن أتذكر تلك اللحظات الجميلة التي قضيناها في رمضان قُبيل وفاتك وتلك الضحكات التي كنا نطلقها حين تجلس أمي لتدقق تشكيلك وتصحح لفظ لسانك يا حبيبي

وفي كل صباح اتذكر تلك اللحظات التي كانت يضيق بها صدرك وتحتاج حبة تحت اللسان واصر بأن تأخذها وتصر بالرفض وتقول لي : “لا تدعي صايم يفطر “

يؤلمني غيابك والمؤلم أكثر غربتي بعدك عن كل ما هو حولي وداخلي

يا ليل من يوليك بالإصباح في حق مبين أنشأك ربك راحة يا مسكن كل العيون

يا مؤنس العباد في سحر وقد رفعوا الأنين

كم رتل الآيات عبد حاذر ريب المنون

جأروا إلى رب الورى باري الخلائق أجمعين

سالت دموعهم على الخدين من الشوق إليك

ما أعجب الليل الذي خضع لصطوته الجفون

مازال يؤنسني فما  يهتز من حس قليل

اوحى إلي بألف معنى لم أكن فيها ضنين

فحديثه الصمت العميق وصخبه هذا السكون

كم فتق الأفكار سمت موغل عبر السنين

كم فجر الغبداع في قلبٍ توى فيهي حزين

يا ليل يا مستودع الأسرار يا موج الظنون

كم موقلة خافت دياجي الظلام المستكين

حسبته أشباح وراحت ترتجي فيه المعين

لم تدري أن الفجر يطرده أمام الناظرين

آه يا ليل السكون

يا ليل ماذا طويت من القرون

كم امة ودعتها صارت حكايا أو ظنون

لم يبقى منها شاهد وبقيت آلاف السنين

تتلوا كاب وجودنا في طيه سرّ دفين

في طيه عبر وآيات تردد كل حين

طوراً تلاقي معرضاً أو يهتدي فيه الفطين

آآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا ليل ….
يا ليل …

يا ليل …