لماذا تقولون عني غريب …..
لماذا ؟
هل أنا غريب .. ؟ أم أنتم الغرباء ؟
لابد من غريب بيننا ..
فلست أنا معكم .. ولا أنتم معي .. فلسنا على اتفاق ..
أهو غبش غطى عيناي فظننت أنكم حدتم عن الطريق
أم أن الغبش غطى أعينكم فضللتم الطريق ..
قفوا قليلا .. تذكرت .. قبل أن نبدأ :
أنحن متفقين على الطريق ؟
فكما تعلمون هناك الكثير من الطرق ..
وكل طريق به الكثير من المفارق ..
يقول العقل بأن كل طريق لابد أن يكون له نهاية ..
فأين نهاية كل طريق من هذه الطرق ..
أهي النهاية التي نرجوها ونسير من أجلها ..
فما أخسرنا وقد سرنا بطريق ونحن على غير يقين بحقيقة نهايته.
ما أكبرها من صدمة .. وما أعظمها من فاجعة ..
أبعد كل هذا التعب .. وصلنا لنهاية أخرى.. غير التي كنا نرجو.
أكاد لا أتخيل الموقف من هوله ..
كيف سيكون إحساسنا حين ذاك ..
يسكت اللسان .. وتسكن الأركان .. ويخفق الجنان ..
بماذا سنفكر حينها ؟
لا أظن إلا أننا سنفكر بأمر واحد ليس هناك غيره !
لماذا اخترنا هذا الطريق الذي سرنا به وتحملنا عنائه ومشقته ؟
لماذا ؟
قفوا قليلا ..
ألم نكن نعرف ما نريد .. ؟ بلى ! كنا نعرف النهاية التي نسير لأجلها ..
فلماذا إذا ًضللنا الطريق ؟
هل بدأنا السير بالطريق الصحيح ثم دخلنا بالمفارق هنا وهناك
فأضعنا النهاية المرجوة .. ؟
أليس صحيح كما قيل لنا ! بأن جميع مفارق هذا الطريق تؤدي لنفس النهاية المرجوة .. ؟
أم أننا من البداية لم نحسن اختيار الطريق ؟
لماذا ؟
ألم يكن لدينا من الوقت متسع .. لندرس جميع الطرق المتاحة دراسة متعمقة متبصرة .. ثم بعد أن نجده ونهتدي إليه ..
نبدأ بدراسة مفارقه واستكشافها لمعرفة مآل كل منها..
لكن لحظة ..! كان ذلك سيأخذ من وقتنا الكثير ..
وسيؤخرنا عن بدأ المسير لأمد ليس بقليل .. !
فكم سنرجع للتاريخ القديم والحديث لنستلهم منه العبر ..
ونقرأ ما كان فيه من طرق سار بها من كان قبلنا ..
ثم ننظر ما كان عاقبتهم ؟ وما النهاية التي وصلوا إليها[H1] ..؟
وكم سندرس من تجارب لطرق ومفارق تمتلئ الأرض بها اليوم ..
ليس ذاك بالأمر الهين ولا هو بالأمر السهل ..
فناهيكم عن ذاك الجهد والمشقة وما سيأخذه من وقت طويل .. الذي كله سيهون ولا شك .. أمام هول هذه الوقفة التي قد وصلنا إليها اليوم .. هناك أمر أخر !
ألم نكن نخاف من البحث في تلك الطرق ؟
كانت خشيتنا من معرفتها ودراسة مفارقها لا يعادلها خشية ..
لحظة ! ومن ما كنا نخشى !
أكنا نخشى من الضلال بها ! كما ضل من سار بها قبلنا !
لا .. لم نكن لنضل .. فالبوصلة معنا ..
كان بإمكاننا استعمالها .. ثم بعد ذلك :
إذا اخترنا بعد الدراسة الشاملة الواسعة المركزة الدقيقة
الطريق الذي ظنناه صحيحا وسرنا به و تحملنا أعبائه ..
وانتهى أخيراً بنا المطاف إلى نهاية غير التي كنا نرجوها نهاية !
فالعيب عندئذٍ بالبوصلة نفسها ..! أو قد يكون بصاحبها[H2] ..!
أكانت سليمة نظيفة ..؟
أكانت بعيدة عن المغنطة ..! فلا معدن يشدها من هنا أو هناك ..
وصاحبها أكان يجيد استعمالها ..؟
أكان يمسكها بالطريقة الصحيحة ..! ويقرأ الأرقام قراءة سليمة ..
انتهى الآن وقت هذا الكلام ..
ليتنا نعود فيها .. لكن .. لا مفر .. لا مفر .. لا مفر
——————————–
لا .. مازال هناك أمل .. فنحن ما زلنا فيها !
إذا دعونا نتكلم قليلا عن البوصلة وكيفية استخدامها[H3]
فإن أجدنا ذلك … ستفتح لنا أبواب جديدة عندها بإذن الله
البوصلة هي شيء موجود داخل كل منا ..
شيء معنا ما دمنا فيها .. لا يفارقنا ..
هي شيء لابد منه بادئ الأمر لنعرف به الاتجاه ..
وكذلك نحتاجه أثناء المسير لنعرف إن كنا مازلنا نسير بالجهة الصحيحة ..
لكنه لا يمكنه أن يقودنا لوحده ! فهو لا يستطيع كما ذكرنا
إلا تحديد الاتجاه .. إذا سيلزمنا عندها خارطة ..
وسيلزمنا أيضا نموذجا عمليا نهتدي به نكن متيقنين تماما بأنه سار على الخارطة بأكمل وأتم شكل ..
وعرف طرقها ومفارقها وتفاصيلها منذ أن وجدت الطرق إلى يوم انتهاءها وإغلاقها .. هو وحده الذي نثق ثقة اليقين بأنه أفضل من سار على الدرب فوصل .. وأفضل شخص قاد البشر لطريق الخلاص .. في حياته .. , وبعد مماته .. شاءت الإرادة العليا أن تحفظ وتسجل الطريق الذي سار فيه بخارطة خاصة مميزة ..
ليهتدي من ورائه .. لطريق الخلاص ..كل من أراد الحق وتحراه حق التحري و أعطاه من الجهد والبذل والدراسة والتحقيق ما ينبغي .. ثم عزم بعد ذلك على السير به .. بكل ما فيه من مشقة وعناء وتعب .. وسأل مولاه أن يصبره على كل ذلك ويثبته حتى يصل للنهاية المرجوة ..
دعونا نعود لتلك البوصلة ..
فلنحاول معا تجلية بعض الغموض الذي يحيط بها :
ولكن لن نتكلم نحن عنها بل سندع بارئها ومودعها يتكلم عنها وعن أحوالها ..:
{وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }النحل78
{وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ }المؤمنون78
{ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ }السجدة9
{قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ }الملك23
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }ق37
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36
{خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ }البقرة7
{فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ }البقرة10
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179
{وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ[H4] بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ }البقرة88
{وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }البقرة118
{لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ }البقرة225
{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ[H5] هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا[H6] وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7
{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }آل عمران8
{ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ[H7] وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }آل عمران154
{وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ[H8] وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ }آل عمران167
{أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً }النساء63
{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ[H9] فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء155
{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }المائدة13
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }المائدة41
{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ }المائدة52
{وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ }الأنعام25
{فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام43
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَـهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ }الأنعام46
{أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ[H10] }الأعراف100
{تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ }الأعراف101
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ[H11] وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }الأنفال2
ولدينا مزيد ..
دعونا نقف قليلا ً لنتفكر بها ثم نواصل الغربة ..
———————————–
ها نحن عدنا بمشيئة الله كما وعدناكم لنواصل معكم
” غربة الطرق ” ..
فما أصعب السير وحيدا بالغربة دون أصدقاء ..
رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ..
والآن بعد أن تفكرنا بهذه البوصلة .. وأرسلنا الجواب ..
أحب أن أقول بأن البوصلة هي الفؤاد .. هي القلب .. وإنما السمع والبصر هما مجريان يصبان بالقلب .. ويغذيانه ..
والقلب هنا لا يقصد به الشعور والإحساس فقط ..
إنما هو أوسع من ذلك بكثير ..
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج46
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179
فقد تكررت الكلمات التي تشير لـ” القلب ” في القرآن الكريم بأكثر من مئة وخمسين آية ..
معنى القلب هو لا شك أكبر من ذلك وأوسع بكثير ..
هو أكبر من ما نظن بكثير ..
فللقلوب أحوال وللقلوب أمراض ..
والآيات التي تشير إليها بكتاب الله جل وعلى فيها ما يكفي
من الإيضاح والبيان لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ..
وعلى أحوال هذا القلب تتوقف أمورُ كثيرة ..
بل يتوقف المسير .. ولا عجب ..
فقط تكون البوصلة سليمة في البداية
وقد يحسن صاحبها استخدامها بأول المسير
فيحصل المكروه ..
{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }المائدة13
والقلوب كما حدثنا ذاك المرشد الأعلى للبشرية جمعاء
سيدنا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل وأتم السلام والتسليم
هي بين إصبعين من أصابع الرحمن .. يقلبها كيف يشاء ..
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يكثر من الدعاء لهذا :
اللهم يا مقلب القلوب .. ثبت قلبي على دينك ..
{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ
& رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }آل عمران 7-8
فكيف هي حال قلوبنا ..
أتراها مريضة .. فنجهد بالدواء ونسأل خالقها الشفاء ..
أم تراها ماتت وختم عليها .. فلا ينفعها إلا البكاء ..
وما العجب فقد ينفع البكاء .. أليس الله يحيي الأرض بالمياه ..
أم أنها تعيش وتحيى مع الله ورسوله ..
فنشكر هذه النعمة العظيمة وهذه المنة الكريمة .. ونحافظ عليها سليمة نظيفة من أي غبش .. من أي شرك .. من أي شيء غير الله .. ولا ننسى الغذاء لها .. كذلك الدعاء ..
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } الأنفال24
منقول من B.H