وتستمر الحياة …

وتستمر الحياة …

كلمة تطرق مسامعي كُل حين إذ أن هذه الحياة هي اشبه بقطار كبير ..

نحن هم الركاب .. يقف القطار عند كل محطة ليركب به ركاب ..

أحيانا يصعد بجانبنا راكبا ويبقى معنا لمحطات كثيرة .. نحبه كثيرا ونتعلق به

بل لا نستطيع أن نفكر ولو للحظة كيف ستكون الرحلة دون صحبة هذا الراكب

وإذا بالقطار يتوقف .. وينزل هذا الراكب الذي أحببناه فجأة ..

فنصطدم ونتفاجىء بنزوله ..  بل وتصبح رحلتنا بعده مظلمة كئيبة

ونعيش على أمل ان يعود هذا الراكب ليصعد من محطة ما ويجلس بجانبنا ..

ثم نكتشف بعد حين .. أن هذا الراكب الذي أحببناه هو ليس إلا شخص صدق بمحبتنا

وأن تعلُقنا به كان لحاجتنا لشخص مثله يصعد ويرافقنا الرحلة ويحبنا ويفهم مشاعرنا ويحمل بعض همومِنا

وسيصعد ركاب آخرون غيره سيحبوننا ونحبهم وتعود رحلتنا معهم أجمل مِن ما كنا نحلم ..

وسيشاء القدر

وينزلون بمحطات أخرى   .. سواء بالموت أو بغيره …

وسيصعد غيرهم .. وهكذا تستمر الحياة .. حتى ننزل نَحنُ وندع القطار يُكمل سيره

وهذا قول جبريل الأمين للرسول عليه الصلاة والسلام

"أحبب من شئت فإنك مفارقه .."

ورغم ذلك استمر الرسول عليه الصلاة والسلام بمحبة الناس رغم معرفته أنه سيفقدهم

أحب خديجة حبا جما رضوان الله عليها وماتت

.. فأحب عائشة ..

وكذاك .. كل إنسان ..

مهما كانت محبتنا لذاك الراكب المُحب ..

علينا أن ندرك أنه يوجد مثله الكثيرون سيحبوننا كحبه و سنحبهم كحبه .. بل وأكثر منه ..

وتستمر الحياة … أجل … فمادام نور الله في قلوبنا لن يوقفه مثل هذه العثرات التي ماهي إلا تمحيص للمؤمن وتكفير لذنوب ربما أو رفع درجات ليبين الله الصادق من الكاذب ,القوي من الضعيف ,المُحب من اللاهي , المجاهد من المتخاذل ….

ورغم ذلك لا يسعُني سوى القول :

" إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإننا على الفُراق لمحزونون ولكن … بك يا رب نستعين وإياك نَعبُد …"

بأسمائك يا الله نحيا

الجبار ( جبار الخواطر)

الرزاق ( يرزقنا غيرهم )

المُعين ( يُعيننا على أن نستمر بدونهم )

الصبور ( يُصَبِّرنا على بُعدهم )

الودود ( الذي يعوضنا عن حُبهم بحبه عز وجل )

….
….
….
….

يا نور النور

أنر قلب من قرأ هذه الصفحة ظاهراً باطناً قلباً وقالباً يا كريم

تذكروني بدعائكم فالدعاء بظهر الغيب مجاب

السلام على تُراب الأرض

الحمد لله أن هناك رب عادل

لا تحزن إذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس إلى قلبك ..

فسوف تجد من ينزع السهم ويعيد لك الحياة و الابتسامة ..

ولا تضع كل أحلامك في شخص واحد ..

ولا تجعل رحلة عمرك وجهة شخص تحبه مهما كانت صفاته ..

ولا تعتقد أن نهاية الأشياء هي نهاية العالم ..

فليس الكون هو ما تراه عيناك ..