الأسباب الكامنة وراء ضعف العمل الجماعي في المجتمعات العربية وهل تلك الظاهرة تحمل طابعا وراثيا ينقل عبر الجينات ؟ أم ان هناك اسبابا ميدانية وبيئية وراء هذا القصور؟ عزا البعض المشكلة الي ضعف المؤسسات المدنية في المجتمعات العربية بعكس المجتمعات الغربية التي تنامت فيها المؤسسات المدنية بصورة كبيرة ربما في مواجهة تسلط الكنيسة في أواخر القرون الوسطي, كما اشار الدكتور اسامة الي قدرة المجتمعات الغربية من خلال مؤسساتها المدنية علي الاستفادة من اخطائها,
فقد لاحظ الالمان ان هتلر الذي تسب في دمار المانيا اتي الي الحكم بالانتخاب في ظل نظام ديمقراطي! لذلك فقد قرر الألمان إنشاء مؤسسات مدنية متعددة يلتحق بها المواطن الألماني ولو لمرة واحدة في عمره يتعلم فيها مقومات الديمقراطية الصحيحة ونبذ العنصرية ومميزات العمل كفريق.
ثانيا : قانون الهدف الجماعي
يجب أن يتمتع اعضاء الفريق بالقدرة على رؤية الهدف الجماعي ، قبل عقد العزم على تحقيقه . فذا عجزوا عن رؤية الهدف الجماعي أولا فلن يتمكنوا من الوصول إليه بل ستبرز اهدافهم الشخصية كعوائق امام تحقيق الهدف الجماعي .
الهدف الجماعي اهم من الهدف الشخصي :
دعيتذات مرة للمشاركة في مؤتمر مهم للغاية حول القيادة . وكان من المقرر عقد اجتماع تحضيري بين المحاضرين ومنظمي الاجتماع للاتفاق على خطة العمل . وكنت متشوقا لحضور الاجتماع . فقد كنت اتوقع أن يكون الاجتماع مع المحاضرين في مادة القيادة على مستوى عال من الثقافة والإلمام . إلا أن خيبة أمل اصابتني بشدة خلال الدقائق الخمسة الأولى من الاجتماع . فقد لاحظت أن اغلبية المحاضرين المشاركين في الاجتماع كانوا يستعرضون مهاراتهم بشكل فج في محاولة مكشوفة لتعظيم دورهم في المؤتمر على حساب زملائهم . وكانت هذه المرة الأولى التي الاحظ فيها وجود تعارض بين الهدف الشخصي والهدف الجماعي . فالهدف الشخصي لدى اغلب المحاضرين هو الاستعراض للحصول على دور اكبر انساهم الهدف الجماعي وهو انجاح المؤتمر .
ويمكن من هذا الموقف استنتاج قانون ينطبق على ادارة فرق العمل ، وهو تذكير الآخرين بأن الهدف الجماعي أهم من الهدف الشخصي . فمن الخطأ أن ينشغل المشاركون بأهدافهم الشخصية على حساب الهدف الجماعي . فكثير من الناس تتضخم ذواتهم لديهم درجة كبيرة أنهم يعتقدون أنهم أهم جماعة أو الفريق . وعندما تتضخم الذات يعجز الفرد عن رؤية الهدف الجماعي ، فلا يرى سوس الهدف الشخصي .
أيا كانت الانجازات التي تحققها فلا بد وأن أحدهم يساعدك
ثالثا : قانون النجاح الجماعي
اجريت الكثير من البحوث والدراسات حول موضوع محددات النجاح والفشل في عمل الجماعات والفرق ، بل إن هذا الموضوع يمتد ويتشعب ليغوص في مجالات علم الإنسان . فلاسؤال هو : ما الذي يجعل فريقا قادرا على الانجاز بينما يعجز فريق آخر ؟ فكثيرا ما نجد فرق عمل تعمل بنشاط إلا أنها تفشل في النهاية ، بينما قد تنجح بعض الفرق التي لم تبذل كل ما لديها من جهد و موارد . فهل تتدخل المصادفة في النجاح والفشل ؟ أم هناك فرق عمل وجماعات مصيرها النجاح مهما أخطأت ، بينما هناك فرق عمل وجماعات مصيرها الفشل مهما اتقنت ؟
وكيف يمكننا أن نفرق بين النجاح العارض والنجاح الذي يؤدي إلى مزيد من النجاح ؟
هل نكتفي بأن نقول إن كل جماعة من الناس تعتبر حالة خاصة تختلف عن غيرها . وبهذا نغلق مجال البحث في أسباب تقدم وتخلف جماعات ؟ أم أنه بامكاننا أن نخرج من التفكير بأن هناك أسبابا عامة مشتركة تجمع بين حالات النجاح ، وأسبابا أخرى مشتركة تجمع بين حالات الفشل ؟
هل يمكننا أن نقول أن لكل فريق ولكل منطقة في العالم أسبابا خاصة بها تجعلها في لحظة معينة من لحظات التاريخ تتفوق على غيرها من الفرق والجماعات والدول ، ثم يحدث استفاد لهذه الأسباب ، فيبدأ وضع هذه المنطقة في الفشل والتخلف ، بينما يتقدم غيرها عليها ؟
نعتقد أن هذا هو الحال ، فمن الوجح أن تتغير الأحوال عما هي عليه حاليا وتنقلب موازيين القوى ، وهنا تقفز الدول التي نعتقد أنها ستبقى كما هي متخلفة الآن للقدمة وتستعيد قوتها ونفوذها وتصبح أقوى من الدول التي نظن أنها ستبقى قوية كما هي الآن .
محاولات في تفسير قانون النجاح الجماعي
تحاول بعض النظريات تفسير ظاهرة النجاح والفشل الجماعي باللجوء إلى تأكيد أفضلية بعض الخصائص الينية والسمات الذاتية التي تتمتع بها بعض السلالات البشرية أو الجماعات أو الفرق على غيرها ؟ بينما تلجأ بعض النظريات الأخرى إلى تفسير النجاح والفشل اعتمادا على خائص البيئة المحيطة بالجماعات والفرق ، فترى أن بعض الظروف البيئية تدفع بالجماعة نحو احراز النجاح وتحقيق مزيد من النجاح وتحقيق مزيد من الانجاز ، بينما يفشل الآخرون ممن لا يجدون مثل هذه الظروف البيئية المواتية متوفرة حولهم .
تعجز مثل هذه النظريات الجينية والبيئية عن تفسير كيف أن بعض الجماعات والفرق التي تعمل في نفس الصناعة ونفس المجال ، وبل بنفي المؤسسات ، تنجح في مرحلة ما بينما تفشل في مراحل تالية ةتقصر عن تحقيق نفس المستوى السابق من التقدم .
ونظرا لضعف هاتين النظريتين ظهرت نظرية ثالثة ، وهي مقتبسة من نظرية “التحدي والاستجابة ” لأرنولد توبيني الذي قال أن الانجاز يحدث عندما تهرع الجماعة وتنتفض لتقاوم أحد الظروف البيئية الاستثنائية التي تتحداهم من خلال زيادة نشاطهم وجهدهم ، فتكون النتيجة أن تنشط الجماعة وتتولد فيها طاقة أكبر من المتوقع ، فتتمكن من مواجهة التحديات ، والتغلب على النعوقات أكثر من غيرها . أما الجماعات التي تفشل فهي تلك التي تجد ما تتحداه ، ولاتجد ما تحشد في مواجهته قواها ، وهذه الجماعات تظل خاملة وكسولة وتعتاد ذلك الوضع ، لتفاهة وقلة التحديات التي تواجهها
وبناء على النظرية قال توبيني : ” إن الشعوب التي تعيش في المناخ البارد تكون أكثر نشاطا من تلك التي تعيش في المناخ الدافئ “
لكن هذه النظرية أيضا بها قدر من المراوغة ، فحتى لو كان من الصحيح أن كل انجاز يقوم على قدر من التحدي الخارجي والاستجابة الداخلية التي تدفع فرق العمل لتكثيف الجهود ، إلا أن النظرية لا تحدد لنا بالضبط ما هي النقطة التي يتحول عندها التحدي أو العائق الخارجي إلى استجابة داخلية . فهذا التحول ذاتي تماما ، وقد يختلف من جماعة إلى أخرى ،وبذلكنعود مرة اخرى إلى مجال نظريات التفسير بالسمات الجينية والسلالية والبيئية .
مهارة إنشاء فريق هي مهارة مهمة لفاعلية وكفاءة المدير أو رجل الأعمال. وحتى لو كنت موظفا عاديا لم تتقلد بعد منصبا إداريا أو قياديا فإن فهمك لعمل الفريق سوف يجعل منك موظفا أكثر كفاءة وسيمنحك ميزة إضافية على نظرائك.
ينجح إنشاء الفرق عندما يستطيع هذا الفريق إنجاز شيء أكبر، وعندما يعمل هذا الفريق بكفاءة أكثر مما يفعله مجموعة من نفس الأفراد يعمل كل منهم على حده. هناك عاملين مهمين لإنشاء فريق عمل ذو أداء عالي هما:
– تنوع المهارات والشخصيات داخل الفريق، والتي فيها يستغل الأفراد نقاط القوة التي يتمتعون بها وفي نفس الوقت يعوضون نقاط الضعف للآخرين، حيث يكملون بعضهم البعض.
– كل جهود الفريق توجه لنفس الأهداف المحددة، أي أهداف الفريق، وهذا يعتمد بصورة أساسية على جودة الإتصال داخل الفريق والإنسجام في علاقات أفرادها.
في واقع الحياة نادرا ما ينجح العمل كفريق في ظل غياب الجهود والنشاطات التي تسبق إنشاء الفرق. فهناك مساحات كبيرة للمشاكل والمعيقات. فمثلا الإختلاف في السمات الشخصية بدلا من أن تكون مكملة وموازنة لبعضها البعض قد ينجم عنه صراعات، والأسوأ أنها قد تتطور وتتفاقم لأن بعض الأشخاص من أصحاب السمات المتشابهة قد يتصارعون في السلطة والسيطرة في مجال معين، وقد تنعدم الثقة والإنفتاح مما يعيق الإتصال ويقود إلى فقدان التنسيق لجهود الأفراد، والكثير من المشاكل،
هذا هو السبب الذي يجعل كل فريق بحاجة إلى قائد كفء يدير دفتها ويكون قادرا على التعامل مع كل القضايا التي قد تعترض مسيرة ذلك الفريق.
النصائح والأساليب لإنشاء وإدارة فريق العمل:
1- تأكد أن أهداف الفريق واضحة في مجملها ومفهومة تماما ومقبولة من كل أعضاء الفريق.
2- تأكد أن هناك وضوح تام في مسئولية كل فرد، وتجنب التداخل في السلطات.
3- شيد أركان الثقة مع أعضاء فريقك عن طريق قضاء وقت معهم وفي جو من الثقة والصراحة. كن مخلصا لموظفيك إذا أردت منهم أن يفعلوا نفس الشيء معك.
4- إسمح لأعضاء فريقك بإكتساب الثقة والإنفتاح بين بعضهم البعض أثناء نشاطات وبناء أحداث الفريق. إمنحهم الفرصة في المزيد من النشاطات الإجتماعية ليتفاعلوا مع بعضهم البعض في جو يشجع الإتصال المنفتح. مثلا في وقت غداء جماعي في أحد أيام الأسبوع.
5- بالنسبة للقضايا التي نادرا ما تحقق إجماع وإلتزام الفريق، حاول إشراك جميع الأعضاء في عملية صنع القرار.
6- عند إدارة الفريق تأكد أنه ليس هناك ما يعيق الإتصال وأنك وأعضاء الفريق على علم تام بالمجريات.
7- كن فطنا بالقضايا الشخصية، تعرف عليها باكر وتعامل معها بالكامل.
8- لا تضيع أية فرصة مواتية لتفويض مرؤوسيك، أشكر وأظهر الاحترام لمن يحقق إنجازا.
9- لا تحصر نفسك بالتغذية المترجعة السلبية، كن منصفا وكلما سنحت الفرصة قدم تغذية مرتجعة إيجابية كذلك.
10- اعلم ان الهدف الاسمى هو تحقيق خطه الجماعه المرجو وان كانت تتعارض مع رايك الشخصى طالما قبلت ذلك المجموعه كل ولاتعارض لان ذلك اصبح الهدف العام فعليك ان تسعى جاهد مع الجموع لتحقيه