تذوق العسل من مائدة رمضان

تذوق العسل من مائدة رمضان

كانت محسوبتكم كل رمضان بكون عندها شغل لفوق راسها وكمان فحصوصات وامتحانات وماكان عندها وقت لتستقبل أي ضيف بتفرغ كامل له.

لكن هذا الضيف كان له طعمة مختلفة فالحمد لله تخرجتُ من الدراسة بمُرَتب يكفيني للتقاعد منها وبعد معرفتي بحقيقة أنني أنثى وما ليَّ وما علي من مهام قررت الإقرار بذالك والإلتزام بمهامي فلم أجد سوى مكان واحد يناسبني وهو المنزل.

رغم أن هذا المنزل لم ألبث به سوى 8 سنوات إلا أنني أدعوه بيتي وجنتي ومكان راحتي وأماني وبينما أنا به هذا العام وقد بِتُ أعرفه جيداً طرق الباب زائرٌ فلما هممت لمعرفت مَن هوَّ وإذا به ضيف عزيز وغالي علي جداً بل هو ضيف لا يأتي سوى مرة واحدة بالسنة مليئ بالهدايا الروحية والكثير من الخير والبركة بل لعلي أستطيع أن أقول أنني أنتظره وأتمنى أن يبقى عندي مدة أطول لكن كما يقول المَثل دوام الحال من المحال ….

وبينما أنا أقدم لهذا الضيف قراءة ما تيسر لي فما كان منه إلا أن بدأ بخيره وهداياه فقد أعطاني منذ أيام قليلة مجموعة من الخيرات حاولت جاهدة استخلاص العبر والعظات لإضافتها إلى مائدة الحقيقة الخاصة بي وقد بدأ عندما بدأت القراءة فما كان مني إلا أن أثّرت بنفسي جمل وكلمات منه يربطها شيء ببعضها لا أعرف كيف أصفه ولكنه عميق مترابط يحوي الكثير ويشرح بعضه بعضاً فكان جزءاً منه قد وصل ولمّا يدخل بَعد ومنها ما دخل :

أما الجزء الذي سُمح له بالوصول :

[…هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ] البقرة 2

[هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ] ص49

 […وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ] البقرة197

[… وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ…] المائدة2

 [يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ] الأعراف26

[.. لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ] التوبة108

[لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ] الحج37

[إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ] الفتح26

[… وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ] المجادلة9

[وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ] المدثر56

[أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى ] العلق12

 [ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ] البقرة177

[الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ] البقرة194

[وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ] الأنفال34

[مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ] الرعد35

[وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ] الزمر33

[مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ ] محمد15

[… وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ] البقرة237

[أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ] التوبة109

[ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ]الحج32

[إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ] الحجرات3

[وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ] المائدة27

[تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ] هود49

[إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ] الحجر45

[ … وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ] البقرة282

[وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ] النحل30

[يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً ] مريم85

[وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ] الحجر99

أما التي سُمح لها بالدخول  :

لباس التقوى ذلك خير

خير الزاد التقوى

ألزمهم كلمة التقوى

اتقوا الله ويعلمكم الله

اتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين

البقرة 177

فما كان مني إلا أن سألت فراشات ترفرف قريباً مني فما كان منهن إلا أن سكبن لي بعضاً من عَسَـلهن:

                                        

عسل1

التقوى !

1.      أن تلبس فأجمل شيء تلبسه بعيداً عن الماديات لباس التقوى

2.      التزود بشيء فليس لزاد هو الطعام فالتقوى خير زاد

3.      النطق بشيء فليكن كلامك وأمرك ونهيك مشتقون من التقوى

4.      ومفتاح العلم الذي عند الله أن تتقي الله

5.      إذا دخلت التقوى لقلبك فلا تخرجها وتضع به ما دونها فالله مع المتقين

كيفية اتقاء المسلم لربه!

فأقرأ آية 177 بالبقرة

عسل 2

هي : لا إله إلا الله , اتقى بها أهلُها أن يَصِفوه تعالى بما وصَفه به المشركون , فَوَقوا أنفسهم سوء العذاب , فهم أحق الخلق بها وأهلها ..

عسل 3

إن للإنسان احتياجات كما للروح احتياجات :

1.      فكما أن للجسد لباس يواري سوءته فللروح لباس التقوى .

2.      وكما للجسد غذاء الطعام المنوع  فللروح غذاء الذكر والصلاة والقرآن والسنة والخيرات من الأعمال.

3.      وكما أن الجسد يتكلم  ويعبرعما يَعلمُ  فالروح تتكلم وتعبرعما تعلم بأنه لا إله إلا الله .

4.      فعندما يلتزم الجسد بالتقوى تستطيع الروح أن تتعلم ما أراده الله لنا مِن العِلم .

5.      فعندما تكون روحاً وجسداً مع الله فإن الله معك .

فما كان مني إلا أن تركت الباب مفتوح أمام ما قد وصل آملة من الله أن يُدخله ويزيدني علماً وينفعني بما علمني وأعانني على العمل به لوجهه الكريم …

وكل مائدة وأنتم بخير صياماً مقبولاً وإفطاراً لذيذاً

في تذوق الحقيقة

 

 

 

الحياة في سبيل الله ….. الإرادة ……

 

أحرف تتراصف تعطي كلمات والكلمات تتراقص لتولد جمل ومن هنا وهناك بحار من العبارات وأمواج من الأفكار …

وقفت مرة من المرات على حقلٍ من حقول الماضي الذي بات أزهاراً الآن كم هو جميل أن ترى تمازج الألوان وجمال الروائح وتلكم الأشجار وتلك القصور وزقزقة العصافير ما أجملها ومن خلال هذه الصورة الرائعة أسمع صوتاً ورائي وإذ به رجل أسود اللون أزرق العيون بادرته السؤال من أنت …؟؟؟

لم أرى ملامحه بوضوح إلا أنني سمعت صوته الخشن العميق يجيبني      …. الموت ….

أجل الموت ذاك الشيء المجهول رغم كل ما نعرفه عنه فيوم وراء آخر أشعر كم هو قريبٌ مني .

أول يوم دخلت به مكة مررت من أمام باب فيه ناس يتراكضون فلم أستطع المرور وبقيت واقفة إلى أن رأيتهم يحملون 3 أموات على ما أظن إمرأة ورجلان يُخرجانهم من الحرم بعد أن صلوا عليهم صلاة الجنازة أذكر يومها أن هناك شيء دخل قلبي لكنني لم أعره أهتماماً ويوم وراء آخر في ذاك المكان وفي كل فرض صلاة تسمع كلمة الصلاة على الأموات حتى تكاد تعتاد على هذه الجملة وكأنها بعيدة عنك بُعد المشرق عن المغرب تبتسم وتضحك وربما تبكي لكنها بعيدة …

لكن ما إن وضعت رحالي في الشام ودخلت المنزل وكل ما في خُلدي أن أستريح على تختي المريح ومخدتي الوثيرة التي فارقتها زمناً حتى يَرن جرس الهاتف ويسود الصمت عندما علمنا بخبر وفاة زوجة عمي الذي توفي منذ شهرين ذاك الصمت للآن أسمع صوته في أذني وكأنه الآن بقيت يومان أستقبل الزوار وأودع زوار ولكني أرسم البسمة على شفتي رسماً فقد طرق على مسامعي صوت حتى هنا يوجد أموات وما كان اليوم الثالث حتى تأتي أختي وتجذبني من يدي صديقتك فلانة وقعت وربما ماتت أذكر أنني تجمدت وضحكت وقعت وماتت مستحيل أني وقعت كثيراً وللآن لم أمت ولكن سرعان ما أخذنا السيارة وتوجهنا لمنزلها وفوجئت بأنها وقعت من السطح إلى الأرض وماتت إثر النزيف وليس من أثر الوقوع عندها بالتحديد تجمدت أرجلي وتوقف قلبي عن الخفقان وكأنني دخلت في حالة من الغيبوبة إنها أكبر مني بستة أشهر فقط كيف تموت مازالت صغيرة 23 سنة فقط لعلي تذكرت أنني لم أستوعب ما كان يدور حولي إلى أن ذهبتُ إلى الجنازة وكيف رفع التابوت ووضع في سيارة دفن الموتى ومشت من أمامي وكأن العالم يقول لي هل سيأتي رمضان هذا العام وأنتي ماتزالين على قيد الحياة ….؟؟؟

مرَّ يومان أو ثلاثة حتى أصدر جوال والدي صوته ولا أعرف لماذا أنا من أجبت لقد كان صديق والدي المقرب أهلاً كيف الصحة .؟؟

أجابني على غير العادة أين والدك … إنه يقود السيارة لذلك رددت عليك ما الأمر ….

لقد توفي أخي …؟؟؟

أوقف والدي السيارة وتكلم معه ثم ساد صمتٌ يكاد يكون أكثر ضجيجاً من السابق وبدأت أتساءل …

هل أنا على قيد الحياة …؟؟؟

ومرّ يومان آخران وأنا أصارع للخروج من هذه الحالة وبالكاد أستطيع النوم وما أن غفت عيني حتى فُتح باب غرفتي بقوة وأختي واقفة أمامي وكأنني قبل أن تتكلم عرفت الخبر لكن جهلت المصدر إلى أن قالت : لقد توفيت أم صديقتي فلانة ….

كل هذا حدث في 14 يوم لن أخفي عليكم لقد دخل الخوف قلبي ودقات قلبي تقول لي :

" متى دورك , كيف ستكون وفاتك , ماذا سترين في ذاك العالم "

وللآن مازلت أنظر في عيون ذاك الرجل آملة أي كلمة تخرجني من هذا الصمت الرهيب لكن مع كل هؤلاء الأشخاص وهذا الصمت المطبق رأيت بصيص لنور بين عيني أضاء أجل نور صغير وضعت به آمال وآمال …

وكأن هذه الأحداث لا تكفي حتى تضطرنا ظروف الحياة للإفتراق أنا وصديقاتي فمن كان يجمعنا قد سافر ولن يعود تاركاً في أيدي كلٍ منا نظارتها الخاصة وطريقها الخاص وإن كانت النهاية واحدة لم أستطع في تلك اللحظة سوى الصمت بل دعوني أقول اللغة المسموعة آن ذاك كانت لغة لا تحتاج لترجمان مهما كانت لغتك مهما كانت حياتك ومهما كنت أنت ستفهمها هي تلك اللغة التي يعرفها الجميع ويسمعها الجميع أجل الدموع المنهارة تتكلم قصصاً وقصص وكأنني متفاجئة رغم معرفتي بأنه سيأتي هذا اليوم وأعرفه بالتحديد بالتاريخ والساعة إلا أنها كانت مفاجئة فما نقوله نظرياً غالباً يختلف عندما يتحول لشيء عملي وعندما عصرنا الوقت لآخر رشفاته نظرت رفيقتي بعيني وقالت : بعد أن كفكفت دموعها وألتفتت لباب ذاك الرجل إن رحل الغالي فلا أسف على الرخيص … لا أعرف إن كانت تقصد أن ذاك الباب أغلق لسفر ذاك الشخص أم أن هذه الصداقة كانت أحد أبواب الحياة التي أغلقت لنرى باباً جديداً ولكي نبحث عن ذاك الباب الجديد لابد لهذا الباب أن يُغلق سمعت صوت قلبي يقول أحتاج أمل أحتاج نوراً وربما احتاج لشخص يبتسم …

هل تصدقون أن للإبتسامة كل هذه الحاجة أي شخص مبتسم فما كان مني إلا أن خرجت للشارع بعد أن فقدني سنة.

سنة كاملة لم أعبر الشارع كل حياتي كانت منحصرة في تلك الصداقة ومنزلي.

أريد شخصاً مبتسماً حتى لو أنني لا أعرف يكفيني أن أعرف أن هناك شيء يسمى فرح لكنني ما وجدت سوى شارع فارغ لا حياة به سوى صوت السيارات المارة بين حين وآخر وكأن المدينة فارغة لا يوجد بها ناس .

رن جوالي معلناً عن وجود رسالة جديدة داخله خشيت إن فتحتها تكون خبراً كالذي أمر به ولكن سرعان ما وجدتها شمعة فهناك من هوَّ بمكة وأمام الكعبة أجل ذاك المكان الذي يحوي مسلمين من كل الأماكن واللغات ورغم ذالك يحوي من الأمان والراحة ما أحتاجه هنا الآن ولم أجد نفسي سوى تمسك بالجوال وكأنها أستار الكعبة وترسل دعوات من صميم قلبٍ مضطر وكأنني أقول بصوت خفي يارب أحتاجك مازلت أقف على بابك حتى لو كانت الأحداث كما ترى بل وبما أنني أحتاج هنا لدافع خارج عائلتي كان الجواب …. كوني يقينة بالإجابة فقد دعوت لك أمام الكعبة …. لقد أمدتني هذه الكلمات بطاقة رهيبة وكأنها كهرباء سرت من مكة عبر الجوال إلى قلبي كيف نسيت اليقين … وكيف نسيتي كم من المرات واجهت مثل هذه الظروف وأخرجك الله منها كم من المرات كنت أسوأ حالاً من الآن وانتشلك الله منها عندها تذكرت :

¦ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ{153} ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ{154} ¥ آل عمران

وبعد كل هذه المعارك مع نفسي كان لابد لنورٍ جديد أن يُضيء نعم

فقد ولدت طفلة كالقمر … ما أقواها من رسالة طفلة صغيرة تنير قلبي وتعيدني للعالم الجميل رغم أني لم أرها إلا أنها قالت لي الكثير … وكأنه كان لابد من ذاك العسر أن يُريني يُسراً نَعم الولادة.

فالموت هو نهاية طريق الولادة لا بدايته ولكي أشعر بالتشابه بيني وبينها ولدت طفلة لا طفل وكأن الله سبحانه وتعالى يُريد أن يرحمني ويخبرني أنني ولدت من جديد كتلك الطفلة ….

ربتت تلك الطفلة على كتفي وقالت :

روان ماتزالين على قيد الحياة ما تزال أمامك حياة طويلة وأحداث كثيرة لا أنكر أن الموت آت لكِ لا محالة فهو حق وحقيقة لا يُنكرها أحد لكن أنظري إلي حياة جديدة وطريق جديد لقد صارعت للخروج له صبرت 9 أشهر لأرى هذا العالم وأنت لم تصبري 14 يوماً …

أنظري لإبتسامة أمي وهي تضمني وأنظري إلى أبي وكأنه غير مصدق وجودي رغم أنني حقيقة أمام عينيه ويلمسني بيديه …

أنا نور المستقبل وأمله أنا جيل النهضة أو لعلها قالت لأتمم نهضتكم وأكمل مشواركم  

لم يكن مني سوى أن طرت محلقة من الفرح وأخيراً هناك من يفهم ومن يتكلم هناك من يُكمّل ومن دفعنا للإستمرار …

كم هية غريبة طرق الحياة لقد نسيت تماماً معنى كلمة صناعة الحياة كدت أنسى أننا نحيى في سبيل الله نسيت أن واجبنا أن نغرس لا أن نقطف وآجبنا أن نرجوا ونأمل لا أن نخاف ونيأس أن نبني للأجيال القادمة مجتمعاً حلمنا به مجتمعاً مثالياً نحمي به جيلاً سيخوض غمار بحار وخلجان ذا أمواج متراطمة وعوائق ومغريات كبيرة ليس مثل بحرنا الهادئ ذو الرياح الهوجاء ليس كخليجنا المتراطم ذو السفن القوية إن سمحتم لي بتسميتها قوية …!!!

قد كدت أنسى أننا أحباب رسول الله ومن أشتاق لهم .

كدت أنسى أن مهمتي بالحياة بالكاد بدأت وما تلك الأحداث إلا بداية طريق ذاك الطريق الذي بدأت الحديث عنه ذاك البستان الجميل عذراً فقد غطت تلك الأشواك جمال أزهاره

فالحمد لله أن فوق الأشواك أزهاراً والحمد لله أن الأرواح تتلاقى وتتآلف والحمدلله أن غراسي لم تنتهي بَعد …

ترددت كثيراً قبل أن أُخرج فراشتي للنور بل وخفت إن سمحتُ لها بالإستماع والإقتراب أن يُحرقها شعاع النور لكني ما أزال مندهشة من عالم الروح رغم أني لا أفهمه إلا أنه يقودني بطريقة لا أستطيع أمامها إلا أن أقول :

{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }الأنفال63

بل وكأنني أرى المستقبل ذاك النور الذي في نهاية هذا الطريق وألتفت حولي فأجد هذا وذاك فلان وفلانة ونحن نسمع كلمة :

{ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ }الحجر46

كيف لا نسمعها وهو القائل عز وجل :

{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }فصلت33

أجل ذاك الخوف ليس إلا مرحلة انتقالية لابد منها كالمريض الذي يتحمل ألم الأبرة وهي تخترق لثته ولحمه كي تفرغ ما بطياتها من الدواء ليعطي المريض السكينة بينما يقوم الطبيب بإصلاح أسنانه

وكيف لا أفرح وأحتمل وأصبر وقد وعدنا الله وهو الذي لا يخلف الوعود :

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55

وكأن هذه الآية في سورة النور لتقول لنا :

{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }النور35

لا إله إلا الله …. لا إله إلا الله ….. محمد رسول الله

وكأنني أسمع تلك الطفلة تقول :

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت 69

جزاكِ الله عني كُل خير وأسكن قلبك تقوى الله وأنالك فتحاً ونصراً وأيدك بجنوده واستعملك لنصرت دينه

الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه الحمد لك يا خالقي أنك أعنتني بطفلة وكلمة وما يسعني القول سوى :

{وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً }الطلاق3

فحسبي الذي هو حسبي حسبي الله ونعم الوكيل …

اليوم بالتحديد أستطعت أنتزاع شرنقتي وفرد اجنحتي ولكن عادت فراشتي للطيران والتحليق من جديد ….

شكراً لكل من رسم البسمة على وجهي ولكل من كان لي مؤيداً ومعينا لمن ذكرتهم هنا ولمن أغفلتهم وإن كنت أشكر من أعطاني تلك النظارة لأرى هذا العالم الجميل وأتمنى أن أكون مثله وسيلة توصل لكل شخص نظارته الخاصة

لكل ما لهذه الكلمات من معنى بل  ولكل من جعل في يومٍ من الأيام من دعائه نصيب لي  جزاكم الله عني كل خير وأسكن قلوبكم تقواه والطمأنينة والأمان …

السلام على تراب الأرض فنحن منه وإليه بل سأقول :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتبتها منذ زمن ولكن حان أن تخرج للنور

الفراشة والتحليق ….

نظرت حولي وجدت الناس نيام أستيقظوا لقد أشرقت الشمس لا أحد يجيب حاولت النهوض ولكن ………صوت نومهم شدني للعودة أردت النهوض لم أستطع ؟؟؟حاولت وحاولت وحاولت………….

لكن الجميع نيام أحتاج من يمسك يدي من يشدني ويبعدني عنهم

لم أجد………..

فكرت وفكرت ؟؟؟!!!………..

لماذا لا أنهض ما الذي دفعني للبقاء ؟؟؟

لما لا أكون أنا تلك اليد التي تشدهم بدل أن أكون معهم؟؟؟!!!

أجل أنني أتكل على غيري عسى ألا أحتاج إلى الجهد بل أن أنهض بكل يسر لا لن أستطيع لأنني الآن في فترة أختبار فلو بقيت وأستسلمت لنمت معهم إلى الأبد ولفشلت باإختبار بل سأنهض سأكسر القيود وأتكل على الله

بسم الله ……… بسم الله ……….بسم الله

لقد نهضت أنظروا ألي كيف نهضت غير معقول لقد رأيت أناساً مستيقظين أنتظروني أنتظروني  أين تذهبون لالالا تبتعدوا لن أستطع اللحاق بكم

فجأة

تربت على كتفي فراشة تقول لي إنك تستطيعين الحاق بهم لا عليكي سوى أن تسرعي أكثر وأتركي العنان لأجنحتك

أنتظري لم أفهم عليكي أنتظريني أرجوكي لم تجبني وأستمرت بالطيران بعيداً عني قررت العودة والنوم فقد كان دون عناء ؟؟؟….

ولكنني لا أستطيع فقد بذلت الجهد الكبير للوصول إلى هنا ورؤيت هؤلاء الناس ما عساي أن أفعل هل أعود أم أحلق معهم ؟؟؟!!!

ذادت حيرتي بحثت عن منجد عن منقذ لم أجد فتذكرت خالقي لجأت إلى خالقي

قلت "يارب أعني" فلم أشعر سوى أن أجنحتي بدأت ترفرف لقد أرتفعت عن الأرض أنظروا!!! لقد لحقت بهم لم أكن أتصور أنهم في هذا البطئ ؟…

حدثتهم غير منتبهين لوجودي مرحبا أنا هنا أتروني؟هل هناك من يسمعني؟

تلك هي الفراشة التي همست بأذني…

أيتها الفراشة لماذا لا أحد يجيب وكأنهم في شغل دائم لا راحة عندهم

نظرت إلي والدمعة في عينها همست بأذني" أنهم يحاولون العيش هنا لم يعودوا يفكرون بالصعود "

أنتظري أين تذهبين لم أنهي كلامي أنتظري ….

أستمرت ولم ترد علي لماذا لم تجيب أو أنني لم أفهم عليها ؟؟؟

هناك مكان شاغر لربما هو لي ذهبت وجدت جميع من كان هناك رحبوا بي ترحيباً حاراً فرحت كثيراً ولكن فرحاً لم أستطع أن أشعر به لماذا ؟؟؟   لماذا كل هؤلاء االناس هنا….

أشعر بصعوية في التنفس رأسي سينفجر كلهم يتكلمون يتحركون الجو أصبح صاخب أنجدوني أرجوكم لم أعد أستطيع البقاء هل أعود أدراجي إلى أؤلائك النيام لقد كانوا أكثر هدوء ؟؟؟

لا لالالا …….

سألحق بتلك الفراشة فقد كنت معهم ولم أجد الراحة علني إن لحقتها أجد الراحة

حاولت أن أرفرف بأجنحتي لم أستطع الإرتفاع حاولت جاهدة وحاولت لا جدوى فقد بدأت أجنحتي تتعب ولم يعد فيها قوة !!!  تذكرت كيف أستطعت الوصول إلى هنا

الله

أجل  يارب أنجدني لقد أشتغل الجميع بأعمالهم لم يعني أحد

أعني أنت ياكريم يارب يارب

انظروا لقد عادت القوة لأجنحتي الحمد لله حاولت أن أرفرف بهم  بكل ما أتاني الله من قوة لقد حلقت خفت الضجة يااااه لم أعد أسمع صوتهم الحمد لله هدوء تام وجوه جديدة لكن الناس هنا قلائل لا يوجد الكثير حركاتهم منتظمة لا يوجد ضجيج الجميع ينظر إلي وهم يعملون أطرقت السمع هناك من يهمس بأسمي ألتفت وإذ بتلك الفراشة تناديني بصوت منخفض بالكاد أسمعها ذهبت لعندها وإذ وجدت مكاناً لي لا ليس مكاني بل هو نقص في هذه الخلية ماذا تريدين مني أيتها الفراشة ومن أنت

نظرت ألي نظرة جادة وقالت بكل قوة أن هذه الخلية فيها نقص فأن أستطعتي أملأيه أو فالتعودي أدراجك

وقفت مذهولة !!!

نظرت لذلك النقص لا لا لا لن أستطيع ملأه فلم أرتح من الطيران بعد حتى أعمل لا لن أستطيع هل سأعود أدراجي بعد أن وصلت إلى هنا؟ نظرت إلى الأسفل!!! فوجدت ما تركتهم أجل أؤلائك النيام وتلكم المنشغلين نظرت حولي فوجدت ما كنت أبحث عنه هدوء……… عمل……… نظام ……….رفقة

لن أتركهم بل سأبقى بحثت عن الفراشة أختفت أين هي أريد أن أسألها كيف أملأ هذا النقص أين أنت يافراشة علا صوتي فخجلت الجميع يعمل بصمت وأنا أصيح بأعلى صوت سأحاول أن أملأه فإن أستطعت بقيت وأن لم أستطع فسأعود أدراجي تذكرت معيني الذي اوصلني إلى هنا

بسم الله …. يامعين……. ياسميع …..لجأت إليك فمالي سواك عبادُك غيري كثير لكن مالي سواك يارحيم

الحمد لله لقد ملأت الفراغ بجهدٍ بسيط الحمد لله لم أتعب كما كنت أظن في بادئ الأمر …

لقد مضى وقت طويل على وجودي هنا أجل أفدتهم ولكن هل سأبقى هنا إلى الأبد الصمت يعم المكان والنظام لم يتغير بدأت أشعر بلملل لكثرة هذا الروتين أنظر من أتى

الفراشة

وأخيراً سأسألها من هي ؟؟؟

أقتربت أكثر فأكثر حاولت أن أبادر بالسؤال ولكن قالت لي هناك من هو أنسب منك لهذا المكان فأرحلي …

احترت في أمري أولستِ التي قلت إملأيه لماذا تطرديني؟؟؟!! لا توقفي لا تذهبي توقفي ؟؟؟

لم تجبني أرجوكِ عودي عودي لم أعد أراها لقد أرتفعت كثيراً بالسماء

بكيت ………حزنت …………. خفت …………. فكرت ؟؟؟

هل أعود إلى مكاني مع النيام أو مع المنشغلين؟؟؟ هل أبقى وأتناسى كلامها؟؟؟ ياترى ماذا أفعل سألت من حولي أعينوني ساعدوني؟ فأجاب الجميع الذي أوصلك إلى هنا قادر على أن يساعدك …

أجل

الله أعذرني ياربي لقد نسيت أن أدعوك فلقد شَغلني شُغلي عنك

سامحني… أعفوا عني …تُب علي

يارب من لي معين سواك …. يامجيب أرشدني إلى الطريق… أعني… ياكريم

وإذ بالفراشة تهزني بقوة وتقول لي أمسكي يدي ولنتعاون على الصعود أُعينك وتُعينيني قلت لها ولكني ضعيفة تعبة منهارة أعياني العمل وكرهت الملل والروتين قالت ألم تفرحي أنك وصلت إلى هنا قلت لها بلى قالت ألا تريدي أن تُفرحي غيرك قلت بلى قالت إذاً تعالي معي أساعدك للوصول إلى مكان تفعلين به ما تجدينه مناسباً لك فيه عمل كثير متنوع منظم لكن بدون روتين

قلت لها ولكن هل أستطيع قالت إن لم تحاولي فكيف ستعرفي الإجابة ؟؟؟

ابتسمت لي ثم قالت : لن أنتظرك طويلاً فهناك من هو بحاجة لي غيرك هم الآن بأنتظاري فإن تأخرتي ذهبت إليهم وتركُتكِ

فكرت !!! ثم سألت من أنت حتى تساعديني قالت: سينتهي وقتك

فكرت !؟؟ وفكرت فوجدت أن أذهب معها أحسن من بقائي هنا حبيسة هذا الروتين قلت لها ومن سيملأ النقص إن ذهبت قالت : سأذهب هل ستذهبين معي قلت لها : نعم سأذهب وإن شاء الله سيكون هناك من يسده كما ملأته أنا

حسبنا الله ونعم الوكيل ….. يامعين يارب أعنا …. يامعين أعنا

نظرت إلى الأسفل وإذ فوجأت بالكاد أراهم قلت لها متى سنصل فلم أعد أرى النائمين ولا المنشغلين ولا حتى الروتينيين قالت لي ألم تتعلمي أن تنظري إلى الأمام فرفعت نظري لأرى ما حولي فوجدت أناس يرحبن بي يعملون ولكن لم يشغلهم عملهم عن الترحيب بي لقد أفسحوا لي المجال بينهم ليس واحد أو اثنان بل جميعهم

جبت في نظري للمكان فلم أرى الفراشة سألت أين هي قالوا : "ذهبت لتبحث عن غيرك لربما تجد من  يريدون الوصول إلى هنا "

قلت: لهم وماذا أفعل هنا قالوا :ساعدينا في العمل

قلت :وماالمطلوب مني قالوا: أبدأي وستعرفين لوحدك

أستغربت ولكن بدأت بمساعدة هذا وأنتقلت إلى ذاك هناك من يناديني وهنا من يريد  المساعدة

أجل

هذا ما كنت أبحث عنه روح العمل الجماعي روح الفريق روح الأخوة والمحبة في الله

مرت السنوات وأنا أعمل معهم لم أشعر بالملل ولا حتى لاحظت أنني أعمل بتنظيم فلقد كان الشغل يملي علي كل الوقت حتى لم يدع لي وقت للتفكير لكن الحمد لله الجميع هنا يذكر الله يسبحه ويحمده يثني عليه ويشكره فلم أنساه لحظة واحدة الحمد لله

تساءلت أين الفراشة ؟؟؟

بحثت عنها هنا وهناك لم أجدها سألت أين الفراشة قالوا:أتريدين حقاً أن تعرفي

نعم أريد

إذا أستعيني بالله وحاولي الوصول لها إنها أعلى منا  قلت لهم وهل هي أعلى بكثير قالوا أجل عليكي أن تتسلحي بالإيمان القوي وأن تتصفي بصفات المسلمين أكثر من ما أنت عليه الآن والكثير الكثير من الذي ينقصك هنا

فكرت وفكرت لكن الوقت كان يمر أسرع فقلت يجب أن أحزم أمري إما أن أذهب  إليها وإما أن أبقى هنا وبينما أفكر نظرت حولي فوجدت الجميع مثلي يفكر أحترت أؤبادر بالسؤال أم أدعه لغيري ؟؟؟

لقد سبقني أحدهم

أنصتوا ماذا يقول

يقول : ما رأيكم بأن نذهب إلى الفراشة فلم أتردد لا لست أنا الوحيدة التي لم أتردد بل قال الجميع بصوت واحد فلنذهب !!!

أجل فلنذهب

مسكنا بأيدي بعضنا البعض

بسم الله …. توكلنا على الله …. ولا حول ولا قوة إلا بالله

وصلنا وإذ هناك من سبقنا ليس فراشة واحدة بل فراشات حتى نحن أصبحنا فراشات أجل نحن ؟نظر الواحد فينا إلى الآخر لقد كان الجميع  فرح مسرور لقد ملئ الإيمان وحب الله قلبه عندها تذكرنا كيف كنا وما صرنا إليه وعندها قررنا أن نعود أدراجنا لا للبقاء بل لنعين غيرنا على الوصول إلى هنا

فهل عرفتم من هي تلك الفراشة ؟؟؟

أما زلتم هنا تفكرون ليس هناك وقت إما أن تشاركونا أو فلتناموا فنوم الظالمين عبادة أو فلتقوموا بقوة وجد وبعون الله ستجدون طريقكم كما وجدناه لم يرشدنا عليه أحد لأننا مخيرين ولكن دلونا على طريق الخير وتركونا نقرر  فهل حزمت أمرك هل قررت

هذه بعض خواطري فكرت إشراككم بها فإن فهمتم علي فستعرفون أن المسلم والحيرة ضدان لا يجتمعان والله العليم

 

Rawan Al-refaie

19/8/2010

2:00 AM

واقع مر أم حقيقة قاسية

أحياناً أتألم من الواقع معللة لنفسي أنه هو السبب وأنني بخير ليس أن الواقع هو سبب كل مابي من تخبط وضياع ولكن وللأسف لابد للحقيقة أن تظهر في يوم من الأيام حيث أنها لم تكن سوى حقيقة أما صفتها فتكون نسبية فالشخص المعتاد على سماع الحقائق يجدها عادية أو أقل من ذلك أمَّ الشخص الغير متعود فيجدها قاسية وكنت أنا من النوع الآخر .

كل هذا الوقت وأنا أعيش أوهام وخيالات فرحة عن واقع مرير بسب ما فيه من أمور ومعوقات لكن لم أتخيل للحظة أن الحقيقة ليست كذلك .

الآن وفي هذا العام بالتحديد تعرفت على الحقيقة ؟ أجل تعرفت عليها ليس خطأ كتابي لعلي عندما رأيتها للمرة الأولى شعرت بألم خفيف ودافع قوي لإسكات الشخص الذي يقولها لكن سرعان ما عرفتها …

مررت بلحظات صمت وأموراً كثيرة وبسرعة كبيرة تدور حولي وحقائق تتكشف لي وأمور تفرض علي وواقع جديد بدأت أرآه أجل واقع جديد نفس الشكل واللون لكن غير طعم أرتشفت منه قليلاً وسرعان ما أحببته وأخذت عيناي تذرفان الدموع ألماً لكن هذه المرة ليس من الواقع الذي أعيشه بل على الزمان الذي قضيته خارج هذه الحقيقة .

 

لقد عشت كل ذاك الزمان داخل صندوق أسود لا يحق لي فيه أن أرفع رأسي وفي حال تجرأ أحد للخروج منه فسيكون فقدان رأسه هو أول ما سيحدث له …؟؟؟

هذا من ناحية مرارة الواقع التي تحولت لحلاوة لكن مازال هناك تسائل يُطرح منذ البداية ماهي تلك الحقيقة التي أظهرت لي كل هذا ولماذا وصفتها بالقاسية …؟؟؟

وهل لحقيقة واحدة أن تغير شخص من حال لحال ومن موقع لآخر ومن واقع لآخر …؟؟؟

هل للحقيقة ألوان أو أشكال …؟؟؟

هل هناك من يكذب على نفسه وهو لا يعلم ….؟؟؟

نعم قد يكون للواقع أشكالاً وألواناً وأنواعاً من الأطعمة لكن ليس للحقيقة سوى وجه واحد {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ … } الأنبياء18

أجل إن للحقيقة هذه القوة على الباطل فكيف يكون للحقيقة أكثر من وجه وإن لحقيقة واحدة تكفي لتزهق كل ما أحويه من الباطل

أجل هناك العديدين من الذين يكذبون على أنفسهم وهم لا يعلمون : كالذين يعملون ويظنون أن أعمالهم أحسن الأعمال وهم في الحقيقة أخسر الناس

{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } الكهف103.104

كم لهذه الآية من معانٍ ومعاني سأترككم معها لتتفكرون بها وأكمل عما يجول في خاطري

كنت قد طرحت سؤالاً هل لحقيقة واحدة أن تغير شخص من مكان لآخر فسرعان ما جائني الجواب بل إن الواقع الذي عرفته هو حقيقة واحدة كنت كمن في عينيه نقص 3 أو 4 درجات في كل عين كان يرى ويعتقد أنه أحسن من كثيرين غيره لا يرون شيئاً لكن عندما أتى ذاك الرجل طويل القامة أسمر اللون أسود الشعر يتخلله البياض ذو أسنان بيضاء وطلة بهية له لحية مجذبة وأكتاف عريضة عيناه لم أستطع رؤيتها لشدة ما ينتابني من خشية أمامه وكأنني في إمتحان في لحظاته الأخيرة والمشرف عليه يستعجلني عذراً دخلت في تفاصيل خارجة عن الموضوع لكن أحببت أن أقول أنه شخص عادي من عامة الناس إذا رأيته لا تعره أي انتباه كل ما فعله لي أن أعطاني نظارة واحدة كانت كافية لتصحيح السوء الذي في عيناي لأرى بوضوح كل ما يجري حولي رغم ألم الرأس في بعض الأحيان لعدم تعودي على هذه النظارورغم ألم عيناي لأنني وكأنني أنظر بهما للمرة الأولى إلى أني سعيدة لدرجة البكاء وحزينة لدرجة الإبتسام .

لربما كلماتي تزداد غموضاً لقارئيها كلما زدت عمقاً في الأفكار وسطحية بالإلقاء إلا أنني أتعجب لأشخاص يقرئونها كالرموزوأشخاص يقرأونها كالكتاب المفتوح بل عجبت أكثر لشخص يضيف عليها رموزاً تكون كالمفاتيح لرموزي وكالرموز لكلماتي القادمة .

كل ذلك لأني تجرأت أن أخرجت رأسي من ذاك الصندوق الأسود بعد أن وضعت الموت على كفي و ودعت العالم بكلمة سامحوني وأستروا ما رأيتم مني سبحان الله ذكرتني هذه الكلمات بسيدنا موسى حين ذهب ليجلب لأهله نار ليستضيئوا به فكلمه الله .

 

همسات وأي همسات

وريقاتي العزيزة ما تركتكِ زهداً بكِ ولا مللاً منكِ ولكن هو ذاك أجل شيء كبير في أعماقي يدفعني تارة للتفكير وأخرى للعمل وربما لماضي أو مستقبل هو بركان يسعى للخمود أو بحر هائج ترتطم أمواجه منتظرة ذاك الهدوء من تلك الرياح الهوجاء.

هل لـ  للحظة كل ذاك الأثر.

لم أكن أتصور أن لحظة واحدة قد تغير كل هذه الأشياء بداخلي لم أكن أتوقع أن هدوء البركان و هيجان البحر مختلفاً تماماً عن السكون والسكينة.

لم أكن أعلم أن الهيجان هو سبب ذاك الهدوء وتلك الرياح ليست سوى رياح تزيل الغبار عن الوجوه .

كم كنت آمل أن أكتب وأكتب ثم فجأة أكتشف أن ما أكتبه ليس سوى حوارات وبوح ما بداخلي لداخلي وأن ذاك الصوت الذي أحبسه في داخلي وهو يتعالى ويتعالى صوت لابد لي من سماعه لآخذ منه خواطري الجيدة لكن هيهات هيهات عند تواجد ضوضاء وسخب هذه الدنيا أن أسمعه  فلا بد لي أن أعتزل تلك المداخلات التي لا تزيدني إلا إضطراباً وتشويش.

كنت أظن أنني الوحيدة في هذا الكون التي تواجه هذا لكنني تفاجئة بأن هناك صحبة وأي صحبة هم للروح كالبلسم وللجسد كالدواء.

كم أفرح عندما ألتقي مع صديقاتي يكفيني أن أنظر لعيونهم لأحصل على أجوبتي ولا أحتاج سوى للإبتسامة لنتكلم ولربما كانت هناك بعض الأمطار بين الحين والآخر تعبيراً عن فرحي أو شوقي وربما إدراكاً مني أنه أحبب من شئت فإنك مفارقه.

كم كنت يتيمة قبل هذه الصحبة كنت هائمة حائرة لا أعرف من الحياة سوى الحزن .. سبحان محول الأحوال …

هناك من قال لي بل نصحني أن أبني مجتمعي الخاص عندها لم أفهم ماذا تعني هذه النصيحة ولماذا أختار هذه الكلمات لكن من ذاق وأغترف لن يكتفي بالشرب وحده بل سيحاول أن يسقي الآخرين .

الصحبة شيء رائع و بالتحديد ( إناث مع إناث / ذكور مع ذكور) لإشتراكهم بأمور كثيرة وسرعة تواصلهم وتشابه آرائهم وتعلقاتهم ولا سيما أن هناك طبيعة واحدة وخواص متشابهة ومهام مشتركة وراحة نفسية وفكرية .

علمتني الحياة.. ان مفترق الطرق لكل اثنان عاشا معا .. حلما معاً .. تقاسما عبق الأزهار معاً .. قد يكون بداية الطريق لكل منهما.

تعلمت أن الصبر هو ما أحتاجه .. وأن اليأس والمستحيل موجود فقط داخل العقول الضعيفة ..

وأن حسن الظن بالله لابد أن يَنتُج عنه مولوداً جميلا اسمه الوصول.. مهما كان الدرب طويلاً ..

وأن العمر مهما تقدم بك .. فالامل لا يشيخ .. .. ولكن الفرصة قد تفوت ..

وأن استفد من الهدايا التي يقدمها لي الله  .. ولا أنظر للخلف إلا لأتعلم ألا أكرر أخطائي ..

شكــــــــراً.. لكل من خان صداقتي ومحبتي .. لأنهم ذكروني بـ من أنا .. وأين يجب أن أكون.. وعرفوني قيمتي .. ودفعوني لبناء مجتمعي

تذكرة :

قال صلوات الله وسلامه عليه: (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً) أخرجه الترمذي

قصيدة :

ولا تعترضنا في الأمور فكل من       أردناه أحببناه حتى أحبنا

فقم في الدجى فالليل ميقات من         يرد وصال حبيب فاغتنم فيه وصلنا

كفيناك , أغنيناك عن سائر الورى              فلا تلتفت يوماً إلى غير وجهنا

نسيت …. فذكرناك , هل أنت ذاكرٌ                  لإحساننا أم أنت ناسٍ فضلنا

فقال خواص العاشقين تذللاً               يلذ لنا في معرك الحب قثلنا