بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد صادق الوعد الأمين….
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد….
سأورد لكم موضوعي بتسلسلي الذي وجدته مناسب ولكم الحرية بالتعليق عليه J
{وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }النساء32
ولا تتمنوا ما فضَّل الله به بعضكم على بعض, في المواهب والأرزاق وغير ذلك, فقد جعل الله للرجال نصيبًا مقدَّرًا من الجزاء بحسب عملهم, وجعل للنساء نصيبًا مما عملن, واسألوا الله الكريم الوهاب يُعْطِكم من فضله بدلا من التمني. إن الله كان بكل شيء عليمًا, وهو أعلم بما يُصلح عباده فيما قسمه لهم من خير.
{قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }التوبة51
قل -أيها النبي- لهؤلاء المتخاذلين زجرًا لهم وتوبيخًا: لن يصيبنا إلا ما قدَّره الله علينا وكتبه في اللوح المحفوظ, هو ناصرنا على أعدائنا, وعلى الله, وحده فليعتمد المؤمنون به.
{ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام88
ذلك الهدى هو توفيق الله, الذي يوفق به من يشاء من عباده. ولو أن هؤلاء الأنبياء أشركوا بالله -على سبيل الفرض والتقدير- لبطل عملهم; لأن الله تعالى لا يقبل مع الشرك عملا.
الحُب بشكلٍ عام
الحُب هو شغل القلب الفارغ ومن جرب الحُب عرف ما يعنيه أن يمتلأ قلبك بالحُب وكيف أنه يدفعك لِتُحَول المستحيل إلى لا مستحيل ( طبعاً بحدود وحواجز الدين والشرع )
لكنني هذه الأيام أرق نومي موضوع خطير جداً وهو الحُب الإلكتروني والذي اتحدث به مع الأشخاص الملتزمين والمتبعين لشرع الله لكن كونهم بشر ضعفاء يقعون بأخطاء {يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً }النساء28
وهذه الأخطاء تتفاوت تبعاً لردة فعل الكائن البشري لها :
بعضهم يتحطم
بعضهم يلجأ لله
بعضهم يعتبر نفسه أنه على صح وينظر لرحمة الله ولا يتوب ظناً منه أن الله تاب عليه لإقلاعه عن الذنب أو لأنه سامح نفسه
يعضهم يعتبر نفسه أنه على خطأ كبير وأن الله لن يرحمه ويغفر له ظناً منه أنه قد أصبح من الكافرين الذين حق عليهم عذاب الله
بعضهم علم أنه قد أخطأ ولابد من توبة
1. فتاب ثم عاد ثم تاب ثم عاد وهنا شعر أن لا أمل لتوبته فيأس
2. فتاب ثم عاد ثم تاب وأعتزل الناس وما وقع به وعاش بغربة مع نفسه ومع المجتمع
3. فتاب وأقلع عن الذنب وعمل أعمالاً صالحة لتَمحي سيئاته وأخلص بعمله وعلم أن ماخاضه كان ليصقل خبراته وليكون جاهز للمرحلة القادمة ومستعد للإختبار القادم
وبعضهم أتخذ غير هذه الدروب لن أقيّم ما إذا كانت دروب صحيحة او خاطئة بل أريد مناقشتها ثم الإجماع على صحتها أو خطأها من خلال حوار بناء هادف بيننا
وسأتناول هنا الحُب من خلال الكلام فالنت ككل هو مجرد أحرف وكلمات مصفوفة بجانب بعضها البعض خالية من أي مشاعر أو أحاسيس خالية من كل شيء …
لكن
هذا الكلام للعوام الذين لا يتعاملون معه أمَّ من يتعامل معه يعرف أن هذا الكلام يُبكي ويُضحك , يُغضب ويُبسط , تَكره وتُحب من خلاله
أجل تُحب فالحب من خلال الكتابة حُب عميق وصادق يَدخل صميم القلب ويدفعنا ويوجهنا فنحن عندما نقرأ الكتابة نقرأها بأسلوبنا وعلى حسب قدراتنا وتفكيرنا فذالك يكون أقرب وأعمق تأثير لأنه حاكى النفس البشرية بما تحتاج لكن الخطأ الذي يحدث هذه الأيام سأوضحه بمثال :
أعطاك أحدهم هدية وكنت بحاجة ماسة لهذه الهدية تحتاجها كما تحتاج الطعام وجاءت في وقتها وكانت مناسبة لك جداً فتمسكت بها وأحببتها واعتنيت بها حتى صارت شغلك الشاغل وهمك الذي لا يفارقك ثم بعد فترة وجدت نفسك أنك غير قادر على العيش بدون هذه الهدية فدخلت حالة ضيق وأمراض وتعب نفسي ثم تحول لتعب جسدي وبكاء وباتت حياتك تشبه الجحيم
فعندها تقول ماذا حدث لماذا حياتي باتت حياة ضنكة خالية من السكينة
أجل حياتك ستصبح كذلك لأنك لم تضع حدوداً لنفسك وأخطاؤك كالتالي :
-
لم تشكر من هداك هذه الهدية
-
تعلقت بالهدية بدل أن تتعلق بمن هداك هذه الهدية
-
جعلت هذه الهدية هي نجاتك ولم تفكر حتى تصل إلى أنها كانت وسيلة لنجاتك (طوق النجاة)
-
ثم انتقلت لتجعل هذه الهدية هي كل ما في حياتك إن خُدشت تتألم وإن نُزعت يثور غضبك وإن كانت جيدة معك تصبح لها عبداً (عبدت هواك)
-
شُغلت بهذه الهدية عن هدفك الأصلي وهو عمل الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكروأن تكون خليفة الله بالأرض لأنها سلبت كل تفكيرك وقواك وجهدك وتعبك
-
عندما مَلكتها وصارت لك أحببتها لكنك بعد فترة نفسك البشرية ملتها لأن النفس البشرية تحتاج للتجديد والتطور فتدخل بحالة ضيق لأنك لا تستطيع تركها ولا تستطيع الحفاظ عليها فتتعب نفسياً وتمرض جسدياً وتدخل بحالة من البكاء والغربة عن المجتمع لأنك تظن أن أحداً لا يشعر بغربتك أو يستطيع مساعدتك فتيأس من كل شيء وهنا تحولت حياتك للجحيم
{…….. إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء104
ولله المثل الأعلى
فالحُب من خلال الكتابة أعمق وأصدق حُب يحاكي القلب مباشرة لأنك تُدخل المعلومة لنفسك بما تتقبله وتفهمه فلن تجد كقراءة الكتابة مشاعر وأحاسيس تتحرك بهذه القوة وهذا الإنفعال والإندفاع
الحمد لله هذه نعمة من الله لنا ولأن خالقنا يعرف هذه الصفة فينا أرسل لنا طريقة للتواصل معه كتابية من كلامه وعِلمه وجعلها تتناسب مع الجميع ونحن نهجر هذه الكتابة ونلهث بالبحث عن غيرها …..؟؟؟
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً }الفرقان30
رغم أنها الكتابة الوحيدة التي حَفِظها الله , نزَّلها على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، و تعهد لنا بحفظه(القرآن) مِن أن يُزاد فيه أو يُنْقَص منه, أو يضيع منه شيء.
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9
فالحُب من خلال الكتابة أعمق وأصدق حُب لذلك القرآن يدفعنا لهذا الحُب اتجاه الله فيدفعنا للامتثال لأوامره والانتهاء عن نواهيه بدافع الحُب , حُب من خلال كلام الله فعندما تعاني معانات أو تواجه مصيبة أو تتعلق بمعصة فلتقرأ القرآن كلام الله
فقد جاءتكم موعظة من ربكم تذكِّركم عقاب الله وتخوفكم وعيده, وهي القرآن وما اشتمل عليه من الآيات والعظات لإصلاح أخلاقكم وأعمالكم, وفيه دواء لما في القلوب من الجهل والشرك وسائر الأمراض, ورشد لمن اتبعه من الخلق فينجيه من الهلاك, جعله سبحانه وتعالى نعمة ورحمة للمؤمنين, وخصَّهم بذلك; لأنهم المنتفعون بالإيمان, وأما الكافرون فهو عليهم عَمَى.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }يونس57
وعندما تقرأه ستشعر بمحبة اتجاه الله تملأ فراغ قلبك بالإضافة لكل ما ذُكر من نعم
والوجه الخطر من محبة الكتابة هو أن نتكلم مع الجنس الآخر على النت ونشعر بهذا الحُب اتجاهه فنكون بذلك أخطئنا الفهم لن انكر أنه حُب صادق وعميق لكن بالمكان الخاطئ فالله أرسل لك من يعينك هدية منه لك لتهتدي فأنت أحببت الهدية وتركت من هداك
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }الفتح1_2_
{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً }الفتح4
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً }الفتح18
{لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }البقرة177
ألم يعلم هؤلاء المتخلفون عن الجهاد وغيرهم أن الله وحده هو الذي يقبل توبة عباده, ويأخذ الصدقات ويثيب عليها, وأن الله هو التواب لعباده إذا رجعوا إلى طاعته, الرحيم بهم إذا أنابوا إلى رضاه؟
{أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }التوبة104
والذي جاء بالصدق في قوله وعمله من الأنبياء وأتباعهم, وصدَّق به إيمانًا وعملا أولئك هم الذين جمعوا خصال التقوى, وفي مقدمة هؤلاء خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنون به, العاملون بشريعته من الصحابة, رضي الله عنهم, فمَن بعدهم إلى يوم الدين.
{وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }الزمر33
أولئك الذين نتقبل منهم أحسن ما عملوا من صالحات الأعمال, ونصفح عن سيئاتهم, في جملة أصحاب الجنة, هذا الوعد الذي وعدناهم به هو وعد الصدق الحق الذي لا شك فيه. (أولئك) أي قائلو هذا القول أبوبكر وغيره .
{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ }الأحقاف16
ثم خالفتم وعصيتم مرة أخرى, بعد أَخْذِ الميثاق ورَفْع الجبل كشأنكم دائمًا. فلولا فَضْلُ الله عليكم ورحمته بالتوبة, والتجاوز عن خطاياكم, لصرتم من الخاسرين في الدنيا والآخرة.
{ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ }البقرة64
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه من يرجع منكم عن دينه, ويستبدل به اليهودية أو النصرانية أو غير ذلك, فلن يضرُّوا الله شيئًا, وسوف يأتي الله بقوم خير منهم يُحِبُّهم ويحبونه, رحماء بالمؤمنين أشدَّاء على الكافرين, يجاهدون أعداء الله, ولا يخافون في ذات الله أحدًا. ذلك الإنعام مِن فضل الله يؤتيه من أراد, والله واسع الفضل, عليم بمن يستحقه من عباده.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة54
إنك -أيها الرسول- لا تهدي هداية توفيق مَن أحببت هدايته, ولكن ذلك بيد الله يهدي مَن يشاء أن يهديه للإيمان, ويوفقه إليه, وهو أعلم بمن يصلح للهداية فيهديه.
{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }القصص56
و أهم ما سأخبركم به من ماتعلمته أن العلاقة بينك وبين العباد
تعكس علاقتك بينك وبين الله بتناسب طردي
حسبنا الله ونعم الوكيل
تذكروني بدعائكم
وإن هذا الموضوع أخذ من وقتي وجهدي الكثير فأتمنى أن لا يقف عندي وعندكم بل أن ينتشر جزاني وأياكم عنه الجنة ولذة النظر لوجهه
فراشة في سماء تجارب الحياة 